بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر بل للإضراب الانتقالي ، وهو انتقال من الوعيد بعذاب الدنيا كما حل بالأمم قبلهم إلى
الوعيد بعذاب الآخرة . قال تعالى
ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ، وعذاب الآخرة أعظم فلذلك قال
والساعة أدهى وأمر وقال في الآية الأخرى
ولعذاب الآخرة أشد وأبقى وفي الآية الأخرى
ولعذاب الآخرة أخزى .
والساعة : علم بالغلبة في القرآن على يوم الجزاء .
والموعد : وقت الوعد ، وهو هنا وعد سوء ، أي : وعيد . والإضافة على معنى اللام أي : موعد لهم . وهذا إجمال بالوعيد ، ثم عطف عليه ما يفصله وهو
والساعة أدهى وأمر . ووجه العطف أنه أريد جعله خبرا مستقلا .
وأدهى : اسم تفضيل من دهاه إذا أصابه بداهية ، أي : الساعة أشد إصابة بداهية الخلود في النار من داهية عذاب الدنيا بالقتل والأسر .
وأمر : أي : أشد مرارة . واستعيرت المرارة للإحساس بالمكروه على طريقة تشبيه المعقول الغائب بالمحسوس المعروف .
وأعيد اسم الساعة في قوله
والساعة أدهى دون أن يؤتى بضميرها لقصد التهويل ، ولتكون الجملة مستقلة بنفسها فتسير مسير المثل .