وهو عليم بذات الصدور لما ذكر تصرف الله في الليل وكان الليل وقت إخفاء الأشياء أعقب ذكره بأن الله عليم بأخفى الخفايا وهي النوايا ، فإنها مع كونها معاني غائبة عن الحواس كانت مكنونة في ظلمة باطن الإنسان فلا يطلع عليها عالم إلا الله تعالى ، وهذا كقوله تعالى
وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ، وقوله
ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون .
" ذات الصدور " : ما في خواطر الناس من النوايا ، ف ( ذات ) هنا مؤنث ( ذو ) بمعنى صاحبة .
والصحبة : هنا بمعنى الملازمة .
ولما أريد بالمفرد الجنس أضيف إلى ( جمع ) ، وتقدم
إنه عليم بذات الصدور في سورة الأنفال . وقد اشتمل هذا المقدار من أول السورة إلى هنا على معاني ست عشرة صفة من
أسماء الله الحسنى : وهي : الله ، العزيز ، الحكيم ، الملك ، المحيي ، المميت ، القدير ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، العليم ، الخالق ، البصير ، الواحد ، المدبر .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أن
اسم الله الأعظم هو في ست آيات من أول سورة الحديد فهو يعني مجموع هذه الأسماء . واعلم أن ما تقدم من أول السورة إلى هنا يرجح أنه مكي .