[ ص: 5 ] بسم الله الرحمن الرحيم .
سورة المجادلة . سميت هذه السورة في كتب التفسير وفي المصاحف وكتب السنة ( سورة المجادلة ) بكسر الدال أو بفتحه كما سيأتي . وتسمى ( سورة قد سمع ) وهذا الاسم مشتهر في الكتاتيب في
تونس ، وسميت في مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ( سورة الظهار ) .
ووجه تسميتها ( سورة المجادلة ) لأنها افتتحت بقضية مجادلة امرأة
أوس بن الصامت لدى النبيء - صلى الله عليه وسلم - في شأن مظاهرة زوجها .
ولم يذكر المفسرون ولا شارحو كتب السنة ضبطه بكسر الدال أو فتحها . وذكر
الخفاجي في حاشية
البيضاوي عن الكشف أن كسر الدال هو المعروف ( ولم أدر ما أراد
الخفاجي بالكشف الذي عزا إليه هذا ) ، فكشف
القزويني على الكشاف لا يوجد فيه ذلك ، ولا في التفسير المسمى الكشف والبيان
للثعلبي . فلعل
الخفاجي رأى ذلك في الكشف الذي ينقل عنه
الطيبي في مواضع تقريرات لكلام الكشاف وهو غير معروف في عداد شروح الكشاف ، وكسر الدال أظهر لأن السورة افتتحت بذكر التي تجادل في زوجها فحقيقة أن تضاف إلى صاحبة الجدال ، وهي التي ذكرها الله بقوله
التي تجادلك في زوجها . ورأيت في نسخة من حاشية
محمد الهمذاني على الكشاف المسماة توضيح المشكلات ، بخط مؤلفها جعل علامة كسرة تحت دال المجادلة . وأما فتح الدال فهو مصدر مأخوذ من فعل
تجادلك كما عبر عنها بالتحاور في قوله تعالى
والله يسمع تحاوركما .
وهذه السورة مدنية قال
ابن عطية بالإجماع . وفي تفسير
القرطبي عن
عطاء : أن العشر الأول منها مدني وباقيها مكي . وفيه عن
الكلبي أنها مدنية إلا قوله تعالى
ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم الآية نزلت
بمكة .
[ ص: 6 ] وهي السورة المائة وثلاث في عداد نزول سور القرآن نزلت بعد سورة المنافقين وقبل سورة التحريم .
والذي يظهر أن سورة المجادلة نزلت قبل سورة الأحزاب لأن الله تعالى قال في سورة الأحزاب
وما جعل أزواجكم اللاء تظهرون منهن أمهاتكم ، وذلك يقتضي أن تكون هذه الآية نزلت بعد إبطال حكم الظهار بما في سورة المجادلة لأن قوله ما جعل يقتضي إبطال التحريم بالمظاهرة . وإنما أبطل بآية سورة المجادلة . وقال
السخاوي : نزلت سورة المجادلة بعد سورة المنافقين وقبل سورة الحجرات .
وآيها في عد
أهل المدينة وأهل مكة إحدى وعشرون ، وفي عد
أهل الشام والبصرة والكوفة اثنتان وعشرون .