يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد .
ويجوز أن يكون " يوم " ظرفا متعلقا بالكون المقدر في خبر المبتدأ من
وللكافرين عذاب مهين .
ويجوز أن يكون متعلقا بـ " مهين " ، ويجوز أن يكون منصوبا على المفعول به لفعل تقديره : اذكر تنويها بذلك اليوم وتهويلا عليهم وهذا كثير في أسماء الزمان التي وقعت في القرآن . وقد تقدم في قوله تعالى
وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة في سورة البقرة .
وضمير الجمع عائد إلى
الذين يحادون الله ورسوله و
الذين من قبلهم . ولذلك أتي بلفظ الشمول وهو جميعا حالا من الضمير .
وقوله
فينبئهم بما عملوا تهديد بفضح نفاقهم يوم البعث . وفيه كناية عن الجزاء على أعمالهم .
[ ص: 25 ] وجملة
أحصاه الله ونسوه في موضع الحال من ما عملوا .
والمقصود من الحال هو ما عطف عليه من قوله " ونسوه " لأن ذلك محل العبرة . وبه تكون الحالة مؤسسة لا مؤكدة لعاملها ، وهو ينبئهم ، أي علمه الله علما مفصلا من الآن . وهم نسوه ، وذلك تسجيل عليهم بأنهم متهاونون بعظيم الأمر وذلك من الغرور ، أي نسوه في الدنيا بله الآخرة ، فإذا أنبئوا به عجبوا ، قال تعالى
ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا .
وجملة
والله على كل شيء شهيد تذييل . والشهيد : العالم بالأمور المشاهدة .