وبشر المؤمنين .
يجوز أن تكون عطفا على مجموع الكلام الذي قبلها ابتداء من قوله
[ ص: 197 ] يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة على احتمال أن ما قبلها كلام صادر من جانب الله تعالى ، عطف غرض على غرض فيكون الأمر من الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - بأن يبشر المؤمنين . ولا يتأتى في هذه الجملة فرض عطف الإنشاء على الإخبار إذ ليس عطف جملة على جملة بل جملة على مجموع جمل على نحو ما اختاره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري عند تفسير قوله تعالى
وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات الآية في أوائل سورة البقرة وما بينه من كلام
السيد الشريف في حاشية الكشاف .
وأما على احتمال أن يكون قوله
يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم إلى آخره مسوقا لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن يقول
هل أدلكم على تجارة بتقدير قول محذوف ، أي قل
يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم ، إلى آخره ، فيكون الأمر في وبشر التفاتا من قبيل التجريد . والمعنى : وأبشر المؤمنين .
وقد تقدم القول في عطف الإنشاء على الإخبار عند قوله تعالى (
وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ) في أوائل سورة البقرة .
والذي استقر عليه رأيي الآن أن الاختلاف بين الجملتين بالخبرية والإنشائية اختلاف لفظي لا يؤثر بين الجملتين اتصالا ولا انقطاعا لأن الاتصال والانقطاع أمران معنويان وتابعان للأغراض فالعبرة بالمناسبة المعنوية دون الصيغة اللفظية وفي هذا مقنع حيث فاتني التعرض لهذا الوجه عند تفسير آية سورة البقرة .