أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون إضراب آخر للانتقال إلى إبطال آخر من إبطال معاذيرهم في إعراضهم عن استجابة دعوة النبيء - صلى الله عليه وسلم - المبتدئ من قوله
ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب أم لكم أيمان أم لهم شركاء فإنه بعد أن نفى أن تكون لهم حجة تؤيد صلاح حالهم . أو وعد لهم بإعطاء ما يرغبون ، أو أولياء ينصرونهم ، عطف الكلام إلى نفي أن يكون عليهم ضر في إجابة دعوة الإسلام ، استقصاء لقطع ما يحتمل من المعاذير بافتراض أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - سألهم أجرا على هديه إياهم فصدهم عن إجابته ثقل غرم المال على نفوسهم .
فالاستفهام الذي تؤذن به ( أم ) استفهام إنكار لفرض أن يكون ذلك مما يخامر نفوسهم فرضا اقتضاه استقراء نواياهم من مواقع الإقبال على دعوة الخير والرشد .
[ ص: 103 ] والمغرم : ما يفرض على المرء أداؤه من ماله لغير عوض ولا جناية .
والمثقل : الذي حمل عليه شيء ثقيل ، وهو هنا مجاز في الإشفاق .
والفاء للتفريع والتسبب ، أي فيتسبب على ذلك أنك شققت عليهم فيكون ذلك اعتذارا منهم عن عدم قبول ما تدعوهم إليه .
و
من مغرم متعلق ب ( مثقلون ) و ( من ) ابتدائية وهو ابتداء مجازي بمعنى التعليل ، وتقديم المعمول على عامله للاهتمام بموجب المشقة قبل ذكرها مع الرعاية على الفاصلة .