[ ص: 417 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة المرسلات
لم ترد لها تسمية صريحة عن النبيء - صلى الله عليه وسلم - بأن يضاف لفظ سورة إلى جملتها الأولى .
وسميت في عهد الصحابة سورة (
والمرسلات عرفا ) ففي حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود في الصحيحين "
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002783بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غار بمنى إذ نزلت عليه سورة ( والمرسلات عرفا ) فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه وإن فاه لرطب بها إذ خرجت علينا حية " الحديث .
وفي الصحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002784قرأت سورة والمرسلات عرفا فسمعتني nindex.php?page=showalam&ids=11696أم الفضل - امرأة العباس - فبكت وقالت : بني أذكرتني بقراءتك هذه السورة ، إنها لآخر ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بها في صلاة المغرب .
وسميت ( سورة المرسلات ) ، روى
أبو داود عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود "
nindex.php?page=hadith&LINKID=2002785كان النبيء [ ص: 418 ] - صلى الله عليه وسلم - يقرأ النظائر السورتين في ركعة الرحمان والنجم في ركعة ، واقتربت والحاقة في ركعة " ثم قال " وعم يتساءلون والمرسلات في ركعة " فجعل هذه الألفاظ بدلا من قوله السورتين وسماها المرسلات بدون واو القسم لأن الواو التي في كلامه واو العطف مثل أخواتها في كلامه .
واشتهرت في المصاحف باسم ( المرسلات ) وكذلك في التفاسير وفي صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
وذكر
الخفاجي وسعد الله الشهير بسعدي في حاشيتيهما على
البيضاوي أنها تسمى ( سورة العرف ) ولم يسنداه ، ولم يذكرها صاحب الإتقان في عداد السور ذات أكثر من اسم .
وفي الإتقان عن كتاب
ابن الضريس عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في عد السور التي نزلت
بمكة فذكرها باسم ( المرسلات ) . وفيه عن دلائل النبوة
للبيهقي عن
عكرمة والحسن في عد السور التي نزلت
بمكة فذكرها باسم ( المرسلات ) .
وهي مكية عند جمهور المفسرين من السلف ، وذلك ظاهر حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود المذكور آنفا ، وهو يقتضي أنها من أوائل سور القرآن نزولا لأنها نزلت والنبيء - صلى الله عليه وسلم - مختف في غار
بمنى مع بعض أصحابه .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وقتادة : أن آية (
وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ) مدنية نزلت في المنافقين ، ومحمل ذلك أنه تأويل ممن رواه عنه نظرا إلى أن الكفار الصرحاء لا يؤمرون بالصلاة ، وليس في ذلك حجة لكون الآية مدنية فإن الضمير في قوله (
وإذا قيل لهم ) وارد على طريقة الضمائر قبله وكلها عائدة إلى الكفار وهم المشركون . ومعنى (
قيل لهم اركعوا ) : كناية عن أن يقال لهم أسلموا . ونظيره قوله تعالى (
وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ) فهي في المشركين وقوله (
قالوا لم نك من المصلين ) إلى قوله (
وكنا نكذب بيوم الدين ) .
وعن
مقاتل نزلت ( وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ) في شأن وفد ثقيف حين أسلموا بعد غزوة هوازن وأتوا المدينة فأمرهم النبيء - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة فقالوا : لا نجبي فإنها مسبة علينا . فقال لهم : لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود .
[ ص: 419 ] وهذا أيضا أضعف ، وإذا صح ذلك فإنما أراد
مقاتل أن النبيء - صلى الله عليه وسلم - قرأ عليهم الآية .
وهي السورة الثالثة والثلاثون في عداد ترتيب نزول السور عند
nindex.php?page=showalam&ids=11867جابر بن زيد .
واتفق العادون على عد آيها خمسين .