ويل يومئذ للمكذبين
تقرير لنظيره المتقدم تأكيدا للتهديد وإعادة لمعناه .
التهديد : من مقامات التكرير كقول
الحارث بن عباد :
قربا مربط النعامة مني
الذي كرره مرارا متوالية في قصيدته اللامية التي أثارت حرب البسوس .
[ ص: 430 ] فعلى الوجه الأول في موقع جملة (
ويل يومئذ للمكذبين ) يقدر الكلام المعوض عنه تنوين ( يومئذ ) يوم إذ يقال لهم (
ألم نهلك الأولين ) .
والمراد بالمكذبين : المخاطبون فهو إظهار في مقام الإضمار لتسجيل أنهم مكذبون ، والمعنى : ويل يومئذ لكم .
وعلى الوجه الثاني في موقع الجملة يقدر المحذوف المعوض عنه التنوين : يوم إذ النجوم طمست إلخ ، فتكون الجملة تأكيدا لفظيا لنظيرتها التي تقدمت . والمراد بالمكذبين جميع المكذبين الشامل للسامعين .
وعلى الاعتبارين فتقرير معنى الجملتين حاصل لأن اليوم يوم واحد ولأن المكذبين يصدق بالأحياء وبأهل المحشر .