كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون
خطاب للمشركين الموجودين الذين خوطبوا بقوله تعالى (
إنما توعدون لواقع ) وهو استئناف ناشئ عن قوله (
إنا كذلك نجزي المحسنين ) إذ يثير في نفوس المكذبين المخاطبين بهذه القوارع ما يكثر خطوره في نفوسهم من أنهم في هذه الدنيا في نعمة محققة وأن ما يوعدون به غير واقع فقيل لهم (
كلوا وتمتعوا قليلا ) .
فالأمر في قوله (
كلوا وتمتعوا ) مستعمل في الإمهال والإنذار ، أي ليس أكلكم وتمتعكم بلذات الدنيا بشيء لأنه تمتع قليل ثم مأواكم العذاب الأبدي قال
[ ص: 446 ] تعالى (
لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ) .
وجملة (
إنكم مجرمون ) خبر مستعمل في التهديد والوعيد بالسوء ، أي أن إجرامكم مهو بكم إلى العذاب ، وذلك مستفاد من مقابلة وصفهم بالإجرام بوصف المتقين بالإحسان إذ
الجزاء من جنس العمل ، فالجملة واقعة موقع التعليل .
وتأكيد الخبر بـ ( إن ) لرد إنكارهم كونهم مجرمين .