وكل شيء أحصيناه كتابا
اعتراض بين الجمل التي سيقت مساق التعليل وبين جملة ( فذوقوا ) . وفائدة هذا الاعتراض المبادأة بإعلامهم أن
الله لا يخفى عليه شيء من أعمالهم فلا يدع شيئا من سيئاتهم إلا يحاسبهم عليه ؛ ما ذكر هنا وما لم يذكر ، كأنه قيل : إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا ، وفعلوا مما عدا ذلك وكل ذلك محصي عندنا .
ونصب ( كل ) على المفعولية ل ( أحصيناه ) على طريقة الاشتغال بضميره .
والإحصاء : حساب الأشياء لضبط عددها ، فالإحصاء كناية عن الضبط والتحصيل .
وانتصب ( كتابا ) على المفعولية المطلقة لـ ( أحصيناه ) والتقدير : إحصاء كتابة ، فهو مصدر بمعنى الكتابة ، وهو كناية عن شدة الضبط ; لأن الأمور المكتوبة مصونة عن النسيان والإغفال ، فباعتبار كونه كناية عن الضبط جاء مفعولا مطلقا ل ( أحصينا ) .