[ ص: 95 ] أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين .
استئناف للتوبة بسداد عملهم : من الاستغفار ، وقبول الله منهم .
وجيء باسم الإشارة لإفادة أن المشار إليهم صاروا أحرياء بالحكم الوارد بعد اسم الإشارة ، لأجل تلك الأوصاف التي استوجبوا الإشارة لأجلها .
وهذا الجزاء وهو المغفرة وعد من الله تعالى ، تفصيلا منه : بأن جعل الإقلاع عن المعاصي سببا في غفران ما سلف منها . وأما الجنات فإنما خلصت لهم لأجل المغفرة ، ولو أخذوا بسالف ذنوبهم لما استحقوا الجنات . فالكل فضل منه تعالى .
وقوله
ونعم أجر العاملين تذييل لإنشاء مدح الجزاء . والمخصوص بالمدح محذوف تقديره هو . والواو للعطف على جملة
جزاؤهم مغفرة فهو من عطف الإنشاء على الإخبار وهو كثير فصيح في الكلام وسمي الجزاء أجرا لأنه كان عن وعد للعامل بما عمل . والتعريف في العاملين للعهد أي : ونعم أجر العاملين هذا الجزاء ، وهذا تفضيل له وللعمل المجازى عليه أي إذا كان لأصناف العاملين أجور ، كما هو المتعارف ، فهذا نعم الأجر لعامل .