أرأيت إن كذب وتولى ألم يعلم بأن الله يرى .
جملة مستأنفة للتهديد والوعيد على التكذيب والتولي ؛ أي : إذا كذب بما يدعى إليه وتولى أتظنه غير عالم بأن الله مطلع عليه .
فالمفعول الأول لـ ( رأيت ) محذوف وهو ضمير عائد إلى
الذي ينهى والتقدير : أرأيته إن كذب . . . إلى آخره .
وجواب
إن كذب وتولى هو
ألم يعلم بأن الله يرى كذا قدر صاحب الكشاف ، ولم يعتبر وجوب اقتران جملة جواب الشرط بالفاء إذا كانت الجملة استفهامية . وصرح الرضي باختيار عدم اشتراط الاقتران بالفاء ونظره بقوله تعالى :
قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون فأما قول جمهور النحاة
nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري في المفصل فهو وجوب الاقتران بالفاء ، وعلى قولهم
[ ص: 449 ] يتعين تقدير جواب الشرط بما يدل عليه
ألم يعلم بأن الله يرى ، والتقدير إن كذب وتولى فالله عالم به ، كناية عن توعده . وتكون جملة
ألم يعلم بأن الله يرى مستأنفة لإنكار جهل المكذب بأن الله سيعاقبه ، والشرط وجوابه سادان مسد المفعول الثاني .
وكني بأن الله يرى عن الوعيد بالعقاب .
وضمن فعل ( يعلم ) معنى يوقن فلذلك عدي بالباء .
وعلق فعل أرأيت هنا عن العمل لوجود الاستفهام في قوله :
ألم يعلم .
والاستفهام إنكاري ، أي : كان حقه أن يعلم ذلك ويقي نفسه العقاب .
وفي قوله :
إن كذب وتولى إيذان للنبيء - صلى الله عليه وسلم - بأن
أبا جهل سيكذبه حين يدعوه إلى الإسلام وسيتولى ، ووعد بأن الله سينتصف له منه .
وضمير
كذب وتولى عائد إلى
الذي ينهى عبدا إذا صلى وقرينة المقام ترجع الضمائر إلى مراجعها المختلفة .
وحذف مفعول كذب لدلالة ما قبله عليه . والتقدير : إن كذبه ، أي : العبد الذي صلى ، وبذلك انتظمت الجمل الثلاث في نسبة معانيها إلى الذي ينهى عبدا إذا صلى وإلى العبد الذي صلى ، واندفعت عنك ترددات عرضت في التفاسير .
وحذف مفعول يرى ليعم كل موجود ؛ والمراد بالرؤية المسندة إلى الله تعالى تعلق علمه بالمحسوسات .
كلا .
أكد الردع الأول بحرف الردع الثاني وفي آخر الجملة وهو الموقع الحقيق لحرف الردع ، إذ كان تقديم نظيره في أول الجملة ، لما دعا إليه لمقام من التشويق .