ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين .
عطف على الجملة المعترضة .
أي من يرد الدنيا دون الآخرة ، كالذي يفضل الحياة على الموت في سبيل الله أو كالذين استعجلوا للغنيمة فتسببوا في الهزيمة ، وليس المراد أن من أراد ثواب الدنيا وحظوظها يحرم من ثواب الآخرة وحظوظها ، فإن الأدلة الشرعية دلت على أن إرادة خير الدنيا مقصد شرعي حسن ، وهل جاءت الشريعة إلا لإصلاح الدنيا والإعداد لحياة الآخرة الأبدية الكاملة ، قال الله تعالى
فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة وقال تعالى :
قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين أي الغنيمة أو الشهادة ، وغير هذا من الآيات والأحاديث كثير . وجملة
وسنجزي الشاكرين تذييل يعم الشاكرين ممن يريد ثواب الدنيا ومن يريد ثواب الآخرة . ويعم الجزاء كل بحسبه ، أي يجزي الشاكرين جزاء الدنيا والآخرة أو جزاء الدنيا فقط .