وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم .
عقب أمرهم بالتقوى بذكر ما وعد الله به المتقين ترغيبا في الامتثال ، وعطف عليه حال أضداد المتقين ترهيبا . فالجملة مستأنفة استئنافا بيانيا .
ومفعول " وعد " الثاني محذوف تنزيلا للفعل منزلة المتعدي إلى واحد .
وجملة "
لهم مغفرة " مبينة لجملة "
وعد الله الذين آمنوا " ، فاستغني بالبيان عن المفعول ، فصار التقدير : وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات مغفرة وأجرا عظيما لهم . وإنما عدل عن هذا النظم لما في إثبات المغفرة لهم بطريق الجملة الاسمية من الدلالة على الثبات والتقرر .
[ ص: 137 ] والقصر في قوله : "
أولئك أصحاب الجحيم " قصر ادعائي لأنهم لما كانوا أحق الناس بالجحيم وكانوا خالدين فيه جعلوا كالمنفردين به ، أو هو قصر حقيقي إذا كانت إضافة " أصحاب " مؤذنة بمزيد الاختصاص بالشيء كما قالوه في مرادفها ، وهو ذو كذا ، كما نبهوا عليه في قوله : "
والله عزيز ذو انتقام " فيكون وجه هذا الاختصاص أنهم الباقون في الجحيم أبدا .