لله ملك السماوات والأرض وما فيهن وهو على كل شيء قدير
تذييل مؤذن بانتهاء الكلام ، لأن هذه الجملة جمعت عبودية كل الموجودات لله تعالى ، فناسبت ما تقدم من الرد على النصارى ، وتضمنت أن جميعها في تصرفه تعالى فناسبت كما تقدم من جزاء الصادقين . وفيها معنى التفويض لله تعالى في كل ما ينزل ، فآذنت بانتهاء نزول القرآن على القول بأن سورة المائدة آخر ما نزل . وباقتراب وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما في الآية من معنى التسليم لله وأنه الفعال لما يريد .
[ ص: 120 ] وتقديم المجرور باللام مفيد للقصر أي له لا لغيره .
وجيء بالموصول ( ما ) في قوله وما فيهن دون ( من ) لأن ( ما ) هي الأصل في الموصول المبهم فلم يعتبر تغليب العقلاء ، وتقديم المجرور بـ ( على ) في قوله :
على كل شيء قدير للرعاية على الفاصلة المبنية على حرفين بينهما حرف مد . وما فيهن عطف على ملك أي لله ما في السماوات والأرض ، كما في سورة البقرة لله ما في السماوات وما في الأرض فيفيد قصرها على كونها لله لا لغيره . وليس معطوفا على السماوات والأرض إذ لا يحسن أن يقال : لله ملك ما في السماوات والأرض لأن الملك يضاف إلى الأقطار والآفاق والأماكن كما حكى الله تعالى أليس لي ملك مصر . ويضاف إلى صاحب الملك كما في قوله : على ملك سليمان . ويقال : في مدة ملك الآشوريين أو الرومان .