(
فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين ) : لولا هنا : هي التحضيضية التي صحبها التوبيخ ، وكثيرا ما جاءت في القرآن للتحضيض ، فهي بمعنى : هلا .
وقرأ
أبي وعبد الله : فهلا وكذا هو في مصحفيهما ، والتحضيض : أن يريد الإنسان فعل الشيء الذي يحض عليه ، وإذا كانت للتوبيخ : فلا يريد المتكلم الحض على ذلك الشيء ، كقول الشاعر :
تعدون عقر النيب أفضل مجدكم بني ضوطري لولا الكمي المقنعا
لم يقصد حضهم على عقر الكمي المقنع ، وهنا وبخهم على ترك الإيمان النافع . والمعنى : فهلا آمن أهل القرية وهم على مهل لم يلتبس العذاب بهم ، فيكون الإيمان نافعا لهم في هذه الحال .
و ( قوم ) منصوب على الاستثناء المنقطع ، وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء والأخفش ، إذ ليسوا مندرجين تحت لفظ قرية . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز أن يكون متصلا والجملة في معنى النفي ، كأنه قيل : ما آمنت قرية من القرى الهالكة إلا قوم
يونس . وقال
ابن عطية : هو بحسب اللفظ استثناء منقطع ، وكذلك رسمه النحويون ، وهو بحسب المعنى متصل لأن تقديره : ما آمن أهل قرية إلا قوم
يونس ، والنصب هو الوجه ، ولذلك أدخله
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه في باب ما لا يكون فيه إلا النصب ، وذلك مع انقطاع الاستثناء . وقالت فرقة : يجوز فيه الرفع ، وهذا مع اتصال الاستثناء .
وقال
المهدوي : والرفع على البدل من ( قرية ) وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وقرئ بالرفع على البدل عن
الحرمي nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ، وتقدم الخلاف في قراءة ( يونس ) بضم النون وكسرها ، وذكر جواز فتحها .
وقوم
يونس : هم
أهل نينوى من بلاد
الموصل ، كانوا يعبدون الأصنام ، فبعث الله إليهم
يونس فأقاموا على تكذيبه سبع سنين ، وتوعدهم العذاب بعد ثلاثة أيام . وقيل : بعد أربعين يوما .
وذكر المفسرون قصة قوم
يونس وتفاصيل فيها وفي كيفية عذابهم . الله أعلم بصحة ذلك ويوقف على ذلك في كتبهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : وذكره عن جماعة أن قوم
يونس خصوا من بين الأمم بأن تيب عليهم بعد معاينة العذاب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هؤلاء دنا منهم العذاب ولم يباشرهم كما باشر
فرعون ، فكانوا كالمريض الذي يخاف الموت ويرجو العافية ، فأما الذي يباشره العذاب فلا توبة له .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : علم منهم صدق النيات بخلاف من تقدمهم من الهالكين . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : ( إلى حين ) : إلى وقت انقضاء آجالهم . وقيل : إلى يوم القيامة ، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ولعله لا يصح ، فعلى هذا يكونون باقين أحياء ، وسترهم الله عن الناس .