(
ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) ، قد تقدم تفصيل هاتين الجملتين بعد قوله : (
ياأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ) ، فأغنى ذلك عن إعادته ، وقال صاحب ( الكتاب الموضح )
أبو عبد الله نصر بن علي بن محمد : عرف
بابن مريم ، أن ضم عين الكلمة في مثل هذا ، نحو : غرفة وغرفات ، هو مذهب
أهل الحجاز ، وقال فيمن سكن الطاء : إنهم لما جمعوا نووا الضمة في الطاء ، ثم أسكنوها استخفافا ، وهو في تقدير الثبات يدل على أن الضمة في حكم الثابت أن هذه حركة يفصل بها بين الاسم والصفة ، كما هي في جمع فعلة المفتوحة الفاء ، فلا تحذف عين الاسم حذفا ، إذ هي فارقة بينه وبين الصفة ، فهي منوية لا محالة ، انتهى كلامه . واتضح من هذا أنه في الصفة لا ينقل ، فإذا جمعنا حلوة وضحكة ، المراد به صفة المؤنث ، فلا تقول حلوات ، ولا
[ ص: 123 ] ضحكات ، بضم عين الكلمة ، وعلى هذا قياس فعلة الصفة ، نحو جلفة ، لا يقال فيه جلفات .