صفحة جزء
( ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ) ، الجملة حال ، التقدير : غير آتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم ، أي : إن دخول الجنة لا بد أن يكون على ابتلاء شدائد ، وصبر على ما ينال من أذى الكفار ، والفقر ، والمجاهدة في سبيل الله ، وليس ذلك على مجرد الإيمان فقط ، بل سبيلكم في ذلك سبيل من تقدمكم من أتباع الرسل . خاطب بذلك الله تعالى عباده المؤمنين ، ملتفتا إليهم على سبيل التشجيع والثبيت لهم ، وإعلاما لهم أنه لا يضر كون أعدائكم لا يوافقون ؛ فقد اختلفت الأمم على أنبيائها ، وصبروا حتى أتاهم النصر . و " لما " أبلغ في النفي من " لم " ؛ لأنها تدل على نفي الفعل متصلا بزمان الحال ، فهي لنفي التوقع . والمثل : الشبه ، إلا أنه مستعار لحال غريبة ، أو قضية عجيبة لها شأن ، وهو على حذف مضاف ، التقدير : مثل محنة الذين خلوا من قبلكم ، وعلى حذف موصوف تقديره " المؤمنين " . والذين خلوا من قبلكم ، متعلق بـ " خلوا " ، وهو كأنه توكيد ؛ لأن الذين خلوا يقتضي التقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية