(
وقاتلوا في سبيل الله ) ، هذا خطاب لهذه الأمة بالجهاد في سبيل الله ، وتقدمت تلك القصة - كما قلنا - تنبيها لهذه الأمة أن لا تفر من الموت كفرار أولئك ، وتشجيعا لها وتثبيتا . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
والضحاك : أنه أمر لمن أحياهم الله بعد موتهم بالجهاد ، أي : وقال لهم قاتلوا في سبيل الله . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : لا وجه لهذا القول . انتهى . والذي يظهر القول الأول ، وأن هذه الآية ملتحمة بقوله : (
حافظوا على الصلوات ) ، وبقوله : (
فإن خفتم فرجالا أو ركبانا ) ؛ لأن في هذا إشعارا بلقاء العدو ، ثم ما جاء بين هاتين الآيتين جاء كالاعتراض ؛ فقوله : (
وللمطلقات متاع بالمعروف ) تتميم أو توكيد لبعض أحكام المطلقات ، وقوله : (
ألم تر إلى الذين ) اعتبار بمن مضى ممن فر من الموت ، فمات ، أن لا ننكص ولا نحجم عن القتال ، وبيان المقاتل فيه ، وأنه سبيل الله فيه حث عظيم على القتال ؛ إذ كان الإنسان يقاتل للحمية ، ولنيل عرض من الدنيا . والقتال في سبيل الله مورث للعز الأبدي والفوز السرمدي . (
واعلموا أن الله سميع عليم ) ، يسمع ما يقوله المتخلفون عن القتال والمتبادرون إليه ، ويعلم ما انطوت عليه النيات ؛ فيجازي على ذلك .