(
إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ) قيل : الإشارة إلى التابوت ، والأحسن أن يعود على الإتيان أي : إتيان التابوت على الوصف المذكور ليناسب أول الآية آخرها ؛ لأن أولها (
إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت ) والمعنى : لآية لكم على ملكه واختياره لكم ، وقيل : علامة لكم على نصركم على عدوكم ؛ لأنهم كانوا يستنصرون بالتابوت أينما توجهوا ، فينصرون . وإن قيل على حالها من وضعها للشرط . أي : ذلك آية لكم على تقدير إيمانكم ؛ لأنهم قيل : صاروا كفرة بإنكارهم على نبيهم . وقيل : إن كان من شأنكم وهممكم الإيمان بما تقوم به الحجة عليكم ، وقيل : إن كنتم مصدقين بأن الله قد جعل لكم
طالوت ملكا . وقيل : مصدقين بأن وعد الله حق . وقيل : ( إن ) بمعنى : إذ ، ولم يسألوا تكذيبا لنبيهم ، وإنما سألوا تعرفا لوجه الحكمة ، والسؤال عن الكيفية لا يكون إنكارا كليا .