(
الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) قيل : سبب نزول هذه الآية أن امرأة لطمها زوجها فاستعدت ، فقضي لها بالقصاص ، فنزلت . فقال : (
أردت أمرا وأراد الله غيره ) قاله :
الحسن ،
والسدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ،
والسدي وغيرهم . فذكر
التبريزي nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري وابن عطية : أنها
حبيبة بنت زيد بن أبي زهير زوج
[ ص: 239 ] الربيع بن عمر ، وأحد النقباء من الأنصار . وطولوا القصة ، وفي آخرها : فرفع القصاص بين الرجل والمرأة ، وقال
أبو الكلبي : هي
حبيبة بنت محمد بن سلمة زوج
nindex.php?page=showalam&ids=12022سعيد بن الربيع . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15451أبو روق : هي
جميلة بنت عبد الله بن أبي أوفى زوج
nindex.php?page=showalam&ids=215ثابت بن قيس بن شماس . وقيل : نزل معها : (
ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ) وفي سبب من عين المرأة أن زوجها لطمها بسبب نشوزها . وقيل : سبب النزول قول
nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة المتقدم : لما تمنى النساء درجة الرجال عرفن وجه الفضيلة قيل : المراد بالرجال هنا من فيهم صدامة وحزم ، لا مطلق من له لحية . فكم من ذي لحية لا يكون له نفع ولا ضر ولا حرم ، ولذلك يقال : رجل بين الرجولية والرجولة . ولذلك ادعى بعض المفسرين أن في الكلام حذفا تقديره : الرجال قوامون على النساء إن كانوا رجالا . وأنشد :
أكل امرئ تحسبين امرأ ونار توقد بالليل نارا
والذي يظهر أن هذا إخبار عن الجنس لم يتعرض فيه إلى اعتبار أفراده ، كأنه قيل : هذا الجنس قوام على هذا الجنس . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : قوامون مسلطون على تأديب النساء في الحق . ويشهد لهذا القول (
طاعتهن لهم في طاعة الله ) . وقوام : صفة مبالغة ، ويقال : قيام وقيم ، وهو الذي يقوم بالأمر ويحفظه . وفي الحديث : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374204أنت قيام السماوات والأرض ومن فيهن ) والباء في ( بما ) للسبب ، و ( ما ) مصدرية ، أي : بتفضيل الله . ومن جعلها بمعنى الذي فقد أبعد ، إذ لا ضمير في الجملة ، وتقديره محذوفا مسوغ لحذفه ، فلا يجوز .
والضمير في بعضهم عائد على الرجال والنساء . وذكر تغليبا للمذكر على المؤنث ، والمراد بالبعض الأول الرجال ، وبالثاني النساء . والمعنى : أنهم قوامون عليهن بسبب تفضيل الله الرجال على النساء ، هكذا قرروا هذا المعنى . قالوا : وعدل عن الضميرين فلم يأت بما فضل الله عليهن لما في ذكر بعض من الإبهام الذي لا يقتضي عموم الضمير ، فرب أنثى فضلت ذكرا . وفي هذا دليل على أن الولاية تستحق بالفضل لا بالتغلب والاستطالة ، وذكروا أشياء مما فضل به الرجال على النساء على سبيل التمثيل . فقال الربيع : الجمعة والجماعة . وقال
الحسن : النفقة عليهن . وينبو عنه قوله :
وبما أنفقوا . وقيل : التصرف والتجارات . وقيل : الغزو ، وكمال الدين ، والعقل . وقيل : العقل ، والرأي ، وحل الأربع ، وملك النكاح ، والطلاق ، والرجعة ، وكمال العبادات ، وفضيلة الشهادات ، والتعصيب ، وزيادة السهم في الميراث والديات ، والصلاحية للنبوة ، والخلافة ، والإمامة ، والخطابة ، والجهاد ، والرمي ، والأذان ، والاعتكاف ، والحمالة ، والقسامة ، وانتساب الأولاد ، واللحى ، وكشف الوجوه ، والعمائم التي هي تيجان العرب ، والولاية ، والتزويج ، والاستدعاء إلى الفراش ، والكتابة في الغالب ، وعدد الزوجات ، والوطء بملك اليمين .