(
فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : الصالحات المحسنات لأزواجهن ، لأنهن إذا أحسن لأزواجهن فقد صلح حالهن معهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك : المعاملات بالخير . وقيل :
[ ص: 240 ] اللائي أصلحهن الله لأزواجهن ، قال تعالى : (
وأصلحنا له زوجه ) . وقيل : اللواتي أصلحن أقوالهن وأفعالهن . وقيل : الصلاح الدين هنا .
وهذه الأقوال متقاربة ، والقانتات : المطيعات لأزواجهن ، أو لله تعالى في حفظ أزواجهن ، وامتثال أمرهم ، أو لله تعالى في كل أحوالهن ، أو قائمات بما عليهن للأزواج ، أو المصليات ، أقوال ، آخرها
للزجاج .
حافظات للغيب قال
عطاء والسدي : يحفظن ما غاب عن الأزواج ، وما يجب لهن من صيانة أنفسهن لهم ، ولا يتحدثن بما كان بينهم وبينهن . وقال
ابن عطية : الغيب ، كل ما غاب عن علم زوجها مما استتر عنه ، وذلك يعم حال غيبة الزوج ، وحال حضوره . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : الغيب خلاف الشهادة ، أي حافظات لمواجب الغيب إذا كان الأزواج غير شاهدين لهن ، حفظن ما يجب عليهن حفظه في حال الغيبة من الزوج والبيوت والأموال . انتهى . والألف واللام في الغيب تغني عن الضمير ، والاستغناء بها كثير كقوله : (
واشتعل الرأس شيبا ) أي رأسي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذو الرمة :
لمياء في شفتيها حوة لعس وفي اللثات وفي أنيابها شنب
تريد : وفي لثاتها . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (
خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في مالها ونفسها ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية .
وقرأ الجمهور : برفع الجلالة ، فالظاهر أن تكون ) ما ( مصدرية ، والتقدير : بحفظ الله إياهن . قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعطاء ومجاهد . ويحتمل هذا الحفظ وجوها أي : يحفظ ، أي : بتوفيقه إياهن لحفظ الغيب ، أو لحفظه إياهن حين أوصى بهن الأزواج في كتابه وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374206استوصوا بالنساء خيرا ) ( أو بحفظهن حين وعدهن الثواب العظيم على حفظ الغيب ، وأوعدهن العذاب الشديد على الخيانة . وجوزوا أن تكون ) ( ما ) بمعنى الذي ، والعائد على ( ما ) محذوف ، والتقدير : بما حفظه الله لهن من مهور أزواجهن ، والنفقة عليهن ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج . وقال
ابن عطية : ويكون المعنى إما حفظ الله ورعايته التي لا يتم أمر دونها ، وإما أوامره ونواهيه للنساء ، وكأنها حفظه ، فمعناه : أن النساء يحفظن بإزاء ذلك وبقدره . وأجاز
أبو البقاء أن تكون ( ما ) نكرة موصوفة .
وقرأ
أبو جعفر بن القعقاع : بنصب الجلالة فالظاهر أن ( ما ) بمعنى الذي ، وفي حفظ ضمير يعود على ( ما ) مرفوع ، أي : بالطاعة والبر الذي حفظ الله في امتثال أمره . وقيل : التقدير بالأمر الذي حفظ حق الله وأمانته ، وهو التعفف والتحصن والشفقة على الرجال والنصيحة لهم . وقدره
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني : بما حفظ دين الله ، أو أمر الله . وحذف المضاف متعين تقديره : لأن الذات المقدسة لا ينسب إليها أنها يحفظها أحد . وقيل : ( ما ) مصدرية ، وفي
حفظ ضمير مرفوع تقديره : بما حفظن الله ، وهو عائد على الصالحات . قيل : وحذف ذلك الضمير ، وفي حذفه قبح لا يجوز إلا في الشعر كما قال :
فإن الحوادث أودى بها
يريد : أودين بها . والمعنى : يحفظن الله في أمره حين امتثلته . والأحسن في هذا أن لا يقال إنه حذف الضمير ، بل يقال : إنه عاد الضمير عليهن مفردا ، كأنه لوحظ الجنس ، وكأن الصالحات في معنى من صلح ، وهذا كله توجيه شذوذ أدى إليه قول من قال في هذه القراءة : إن ( ما ) مصدرية . ولا حاجة إلى هذا القول ، بل ينزه القرآن عنه . وفي قراءة
عبد الله ومصحفه : ( فالصوالح قوانت حوافظ للغيب بما حفظ الله فأصلحوا إليهن ) . وينبغي حملها على التفسير لأنها مخالفة لسواد الإمام ، وفيها زيادة . وقد صح عنه بالنقل الذي لا شك فيه أنه قرأ : وأقرأ على رسم السواد ، فلذلك ينبغي أن تحمل هذه القراءة على التفسير . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني : والتكسير أشبه بالمعنى ، إذ هو يعطي الكثرة وهي المقصودة هنا . ومعنى قوله : (
فأصلحوا إليهن ) أي : أحسنوا ، ضمن أصلحوا معنى أحسنوا ، ولذلك عداه بـ ( إلى ) . روي في الحديث : (
يستغفر للمرأة المطيعة لزوجها الطير في [ ص: 241 ] الهواء ، والحيتان في البحر ، والملائكة في السماء ، والسباع في البراري ) .
قالت nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة : قلت : يا رسول الله ، نساء الدنيا أفضل أم الحور ؟ فقال : نساء الدنيا أفضل من الحور . قلت : يا رسول الله ، بم ؟ قال : بصلاتهن ، وصيامهن ، وعبادتهن ، وطاعة أزواجهن .