(
فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ) قيل نزلت في المنافقين الذين تخلفوا عن
أحد . ويشرون بمعنى يشترون . والمعنى : أخلصوا الإيمان بالله ورسوله ، ثم جاهدوا في سبيل الله . وقيل نزلت في المؤمنين المتخلفين ويشرون بمعنى يبغون ويؤثرون الآجلة على العاجلة ويستبدلونها بها أمر الله بالجهاد من تخلف من ضعفة المؤمنين .
(
ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما ) ثم وعد من قاتل في سبيل الله بالأجر العظيم ، سواء استشهد ، أو غلب . واكتفى في الحالتين بالغاية ; لأن غاية المغلوب في القتال أن يقتل ، وغاية الذي يقتل أن يغلب ويغنم ، فأشرف الحالتين ما بدئ به من ذكر الاستشهاد في سبيل الله ، ويليها أن يقتل أعداء الله ، ودون ذلك الظفر بالغنيمة ، ودون ذلك أن يغزو فلا يصيب ، ولا يصاب . ولفظ الجهاد في سبيل الله يشمل هذه الأحوال . والأجر العظيم فسر بالجنة . والذي يظهر أنه مزيد ثواب من الله تعالى مثل كونهم أحياء عند ربهم يرزقون ; لأن الجنة موعود دخولها بالإيمان . وكأن الذي فسره بالجنة ينظر إلى قوله تعالى : (
إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) الآية . وقرأ الجمهور :
فليقاتل بسكون لام الأمر . وقرأت فرقة : بكسرها على الأصل . وقرأ الجمهور :
فيقتل مبنيا للمفعول . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16883محارب بن دثار : فيقتل على بناء الفعل للفاعل . وأدغم ( يغلب ) في الفاء
أبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ، وهشام ، وخلاد بخلاف عنه ، وأظهرها باقي السبعة . وقرأ الجمهور : نؤتيه بالنون . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة بن مصرف : يؤتيه بالياء .