(
ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا ) جواب ( لو ) محذوف ، كما حذف في قوله : ( ولو ترى ) أولا ، وذلك مجاز عن الحبس والتوبيخ والسؤال ، كما يقف العبد الجاني بين يدي سيده ليعاقبه ، وقد تعلق بعض المشبهة بهذه الآية ، وقالوا : ظاهرها يدل على أن الله في حيز ومكان; لأن أهل القيامة يقفون عنده ، وبالقرب منه ، وذلك يدل على كونه ، بحيث يحضر في مكان تارة ، ويغيب عنه أخرى . قال
أبو عبد الله الرازي : وهذا خطأ; لأن ظاهر الآية يدل على كونهم واقفين على الله ، كما يقف أحدنا على الأرض ، وذلك يدل على كونه مستعليا على ذات الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا ، وأنه باطل بالاتفاق ، فوجب المصير إلى التأويل ، فيكون المراد ، إذا وقفوا على ما وعدهم ربهم من عذاب الكافرين ، وثواب المؤمنين ، وعلى ما أخبر به من أمر الآخرة ، أو يكون المراد وقوف المعرفة انتهى . وهذان التأويلان ذكرهما
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري . وقال
ابن عطية : على حكمه وأمره انتهى . وقيل : على مسألة ربهم إياهم عن أعمالهم . وقيل : لمسألة
[ ص: 106 ] ملائكة ربهم ، وقيل : على حساب ربهم قال : (
أليس هذا بالحق ) الظاهر أن الفاعل بقال هو الله فيكون السؤال منه تعالى لهم ، وقيل : السؤال من الملائكة فكأنه عائد على من وقفهم على الله من الملائكة أي قال : من وقفهم من الملائكة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : قال : مردود على من قال قائل قال ماذا قال لهم ربهم إذ وقفوا عليه ؟ فقيل : (
أليس هذا بالحق ) وهذا تعيير من الله لهم على التكذيب وقولهم لما كانوا يسمعون من حديث البعث والجزاء ما هو بحق وما هو إلا باطل انتهى . ويحتمل عندي أن تكون الجملة حالية ، التقدير (
إذ وقفوا على ربهم ) قائلا لهم (
أليس هذا بالحق ) والإشارة بهذا إلى البعث ومتعلقاته . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11890أبو الفرج بن الجوزي : أليس هذا العذاب بالحق وكأنه لاحظ قوله قال : (
فذوقوا العذاب ) قالوا : ( بلى وربنا ) تقدم الكلام على بلى; وأكدوا جوابهم باليمين في قولهم ( وربنا ) وهو إقرار بالإيمان حيث لا ينفع وناسب التوكيد بقولهم ( وربنا ) صدر الآية في (
وقفوا على ربهم ) وفي ذكر الرب تذكار لهم في أنه كان يربيهم ويصلح حالهم إذا كان سيدهم وهم عبيده لكنهم عصوه وخالفوا أمره .