(
وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ) . أراهم الله السبيلين فرأوهما فآثروا الغي على الرشد كقوله : (
فاستحبوا العمى على الهدى ) . وقرأ الأخوان ( الرشد ) وباقي السبعة ( الرشد ) ، وعن
ابن عامر في رواية إتباع الشين ضمة الراء ،
وأبو عبد الرحمن : الرشاد وهي مصادر كالسقم والسقم والسقام ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بن العلاء : الرشد : الصلاح في النظر وبفتحهما الدين ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة : لا يتخذوها ويتخذوها على تأنيث السبيل ، والسبيل تذكر وتؤنث ، قال تعالى : (
قل هذه سبيلي ) ولما نفى عنهم الإيمان وهو من أفعال القلب استعار للرشد والغي سبيلين فذكر أنهم تاركو سبيل الرشد سالكو سبيل الغي ، وناسب تقديم جملة الشرط المتضمنة سبيل الرشد على مقابلتها ؛ لأنها قبلها .
(
وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ) فذكر موجب الإيمان وهو الآيات وترتب نقيضه عليه وأتبع ذلك بموجب الرشد وترتب نقيضه عليه ، ثم جاءت الجملة بعدها مصرحة بسلوكهم سبيل الغي ومؤكدة لمفهوم الجملة الشرطية قبلها ؛ لأنه يلزم من ترك سبيل الرشد سلوك سبيل الغي ؛ لأنهما إما هدى أو ضلال ، فهما نقيضان إذا انتفى أحدهما ثبت الآخر .