295 - قال المفسرون : إن أوس بن ثابت الأنصاري توفي وترك امرأة يقال لها : أم حجة وثلاث بنات له منها ، فقام رجلان : هما ابنا عم الميت ووصياه ، يقال لهما : سويد وعرفجة ، فأخذا ماله ولم يعطيا امرأته ولا بناته شيئا ، وكانوا في الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصغير وإن كان ذكرا ، إنما يورثون الرجال الكبار ، وكانوا يقولون : لا يعطى إلا من قاتل على ظهر الخيل وحاز الغنيمة . فجاءت أم حجة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله إن أوس بن ثابت مات وترك علي بنات وأنا امرأته ، وليس عندي ما أنفق عليهن ، وقد [ ص: 76 ] ترك أبوهن مالا حسنا وهو عند سويد وعرفجة ، لم يعطياني ولا بناته من المال شيئا ، وهن في حجري ، ولا يطعماني ولا يسقياني ولا يرفعان لهن رأسا . فدعاهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالا يا رسول الله ، ولدها لا يركب فرسا ، ولا يحمل كلا ، ولا ينكي عدوا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : انصرفوا حتى أنظر ما يحدث الله لي فيهن . فانصرفوا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .