قوله تعالى : (
ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ) . الآية [ 51 ] .
320 - أخبرنا
محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال : أخبرنا والدي ، قال : حدثنا
محمد بن إسحاق الثقفي قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16304عبد الجبار بن العلاء ، حدثنا
سفيان عن
عمرو ، عن
عكرمة قال : جاء
حيي بن أخطب ، وكعب بن الأشرف ، إلى
أهل مكة ، فقالوا لهم : أنتم أهل الكتاب ، وأهل العلم القديم ، فأخبرونا عنا وعن
محمد ، فقالوا : ما أنتم وما
محمد ؟ قالوا : نحن ننحر الكوماء ، ونسقي اللبن على الماء ، ونفك العناة ، ونصل الأرحام ، ونسقي الحجيج ، وديننا القديم ، ودين
محمد الحديث . قالوا : بل أنتم خير منه وأهدى سبيلا ، فأنزل الله تعالى : (
ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ) إلى قوله تعالى : (
ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ) .
321 - وقال المفسرون : خرج
كعب بن الأشرف في سبعين راكبا من
اليهود إلى
مكة بعد وقعة
أحد ، ليحالفوا
قريشا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وينقضوا العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فنزل
كعب على
أبي سفيان ، ونزلت
اليهود في دور
قريش ، فقال
أهل مكة : إنكم أهل كتاب ،
ومحمد صاحب كتاب ، ولا نأمن أن يكون هذا مكرا منكم ، فإن أردت أن نخرج معك فاسجد لهذين الصنمين ، وآمن بهما . فذلك قوله : (
يؤمنون بالجبت والطاغوت ) ثم قال
كعب لأهل مكة : ليجيء منكم ثلاثون ومنا ثلاثون ، فنلزق أكبادنا
بالكعبة ونعاهد رب
البيت لنجهدن على قتال
محمد . ففعلوا ذلك ، فلما فرغوا قال
أبو سفيان لكعب : إنك امرؤ تقرأ الكتاب وتعلم ، ونحن أميون لا نعلم ، فأينا أهدى طريقا وأقرب إلى الحق ، أنحن أم
محمد ؟ فقال
كعب : اعرضوا علي دينكم ، فقال
أبو سفيان : نحن ننحر للحجيج الكوماء ، ونسقيهم الماء ، ونقري الضيف ، ونفك العاني ، ونصل الرحم ، ونعمر بيت ربنا ، ونطوف به ، ونحن أهل
الحرم ، ومحمد فارق دين آبائه ، وقطع الرحم ، وفارق الحرم ، وديننا القديم ، ودين
محمد الحديث . فقال
كعب : أنتم والله أهدى
[ ص: 82 ] سبيلا مما هو عليه ، فأنزل الله تعالى : (
ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ) يعني
كعبا وأصحابه . الآية .