517 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الفضل ، حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17175أبو عمران موسى بن سهل الجوني قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17246هشام بن عمار قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16976محمد بن شعيب قال : حدثنا معاذ بن رفاعة السلامي ، عن أبي عبد الملك علي بن يزيد ، أنه أخبره عن nindex.php?page=showalam&ids=14938القاسم بن عبد الرحمن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة الباهلي : أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يرزقني مالا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ويحك يا ثعلبة ، قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه " .
ثم قال مرة أخرى : " أما ترضى أن تكون مثل نبي الله ، فوالذي نفسي بيده لو شئت أن تسيل معي الجبال فضة وذهبا لسالت " . فقال : والذي بعثك بالحق [ نبيا ] لئن دعوت الله أن يرزقني مالا لأوتين كل ذي حق حقه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اللهم ارزق ثعلبة مالا . " فاتخذ غنما فنمت كما ينمو الدود ، فضاقت عليه المدينة فتنحى عنها ، فنزل واديا من أوديتها حتى جعل يصلي الظهر والعصر في جماعة ويترك ما سواهما ، ثم نمت وكثرت حتى ترك الصلاة إلا الجمعة ، وهي تنمو كما ينمو الدود ، حتى ترك الجمعة ، فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " ما فعل ثعلبة ؟ " فقالوا : اتخذ غنما وضاقت عليه المدينة ، وأخبروه بخبره ، فقال : " يا ويح ثعلبة - ثلاثا - وأنزل الله عز وجل : ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) وأنزل فرائض الصدقة .
فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلين على الصدقة رجلا من جهينة ورجلا من بني سليم - وكتب لهما كيف يأخذان الصدقة ، وقال لهما : مرا بثعلبة وبفلان - رجل من بني سليم - فخذا صدقاتهما . فخرجا حتى أتيا ثعلبة فسألاه الصدقة وأقرآه كتاب رسول الله - عليه الصلاة والسلام - فقال ثعلبة : ما هذه إلا جزية ! ما هذه إلا أخت الجزية ! ما أدري ما هذا ؟ انطلقا حتى تفرغا ، ثم تعودا إلي ، فانطلقا ، وأخبرا السلمي ، فنظر إلى خيار أسنان إبله فعزلها للصدقة ، ثم استقبلهم بها ، فلما رأوها قالوا : ما يجب هذا عليك وما نريد أن نأخذه منك . قال : بلى خذوه ، فإن نفسي بذلك طيبة ، وإنما هي إبلي .
فأخذوها منه ، فلما فرغا من صدقتها رجعا حتى مرا بثعلبة ، فقال : أروني كتابكما [ حتى ] أنظر فيه ، فقال : ما هذه إلا أخت الجزية ! انطلقا حتى أرى رأيي . فانطلقا حتى أتيا النبي - عليه الصلاة والسلام - فلما رآهما قال : " يا ويح ثعلبة " قبل أن يكلمهما ، ودعا للسلمي بالبركة . فأخبروه بالذي صنع ثعلبة والذي صنع السلمي ، فأنزل الله عز وجل : ( ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ) إلى قوله تعالى : ( وبما كانوا يكذبون ) وعند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من أقارب ثعلبة ، فسمع ذلك ، فخرج حتى أتى ثعلبة فقال : ويحك يا ثعلبة ، قد أنزل الله فيك كذا وكذا ، فخرج ثعلبة حتى أتى النبي - عليه السلام - فسأله أن يقبل منه صدقته ، فقال : " إن الله قد منعني أن أقبل منك صدقتك " ، فجعل يحثو التراب على رأسه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هذا عملك ! قد أمرتك فلم تطعني " .
فلما أبى أن يقبل منه شيئا رجع إلى منزله ، وقبض رسول [ ص: 133 ] الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يقبل منه شيئا ، ثم أتى أبا بكر - رضي الله عنه - حين استخلف ، فقال : قد علمت منزلتي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وموضعي من الأنصار ، فاقبل صدقتي ، فقال : لم يقبلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أقبلها ؟ فقبض أبو بكر وأبى أن يقبلها ، فلما ولي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أتاه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، اقبل صدقتي ، فقال : لم يقبلها رسول الله - عليه الصلاة والسلام - ولا أبو بكر أنا أقبلها منك ؟ فلم يقبلها . وقبض عمر - رضي الله عنه - ثم ولي عثمان - رضي الله عنه - فأتاه فسأله أن يقبل صدقته ، فقال : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقبلها ولا أبو بكر ، ولا عمر ، وأنا أقبلها منك ؟ فلم يقبلها عثمان ، فهلك ثعلبة في خلافة عثمان - رضي الله عنه - .