قوله تعالى : ( قل اللهم مالك الملك ) الآية [ 26 ] .
197 - قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=9وأنس بن مالك : لما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
مكة ووعد أمته ملك
فارس والروم ، قالت المنافقون
واليهود : هيهات ! هيهات ! من أين
لمحمد ملك
فارس والروم ؟ وهم أعز وأمنع من ذلك ، ألم يكف
محمدا مكة والمدينة حتى طمع في ملك
فارس والروم ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية .
198 - أخبرني
محمد بن عبد العزيز المروزي في كتابه ، أخبرنا
أبو الفضل محمد بن الحسين [ الحدادي ] ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14327محمد بن يحيى ، أخبرنا
إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15903روح بن عبادة ، حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قال : ذكر لنا
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته ، فأنزل الله تعالى : ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء ) الآية .
199 - حدثنا الأستاذ
أبو إسحاق الثعالبي ، أخبرنا
عبد الله بن حامد الوزان ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=15257محمد بن جعفر المطيري ، حدثنا
حماد بن الحسن ، حدثنا
محمد بن خالد بن عثمة ، حدثنا
كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف ، حدثني أبي عن أبيه ، قال :
خط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الخندق يوم الأحزاب ، ثم قطع لكل عشرة أربعين ذراعا . قال عمرو بن عوف : كنت أنا وسلمان ، وحذيفة nindex.php?page=showalam&ids=8672والنعمان بن مقرن المزني ، وستة من الأنصار في أربعين ذراعا . فحفرنا حتى إذا كنا تحت ( ذوناب ) ، أخرج الله من بطن الخندق صخرة مروة كسرت حديدنا وشقت علينا ، فقلنا : يا سلمان ارق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره خبر هذه الصخرة ، فإما أن نعدل عنها ، وإما أن يأمرنا فيها بأمره ، فإنا لا نحب أن نجاوز خطه .
قال : فرقي سلمان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ضارب عليه قبة تركية ، فقال : يا رسول الله خرجت صخرة بيضاء مروة من بطن الخندق ، فكسرت حديدنا وشقت علينا حتى ما يحيك فيها قليل ولا كثير ، فمرنا فيها بأمرك ، فإنا لا نحب أن نجاوز خطك ، قال : فهبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع سلمان الخندق ، والتسعة على شفة الخندق ، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المعول من سلمان فضربها ضربة صدعها ، وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها - يعني المدينة - حتى لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم .
وكبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكبير فتح ، فكبر المسلمون ، ثم ضربها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الثانية وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها ، حتى لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم ، فكبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكبير فتح ، وكبر المسلمون ، ثم ضربها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكسرها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها ، حتى لكأن مصباحا في جوف بيت مظلم ، وكبر [ ص: 53 ] رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تكبير فتح ، وكبر المسلمون ، وأخذ بيد سلمان ورقي ، فقال سلمان : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لقد رأيت شيئا ما رأيت مثله قط . فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى القوم فقال : رأيتم ما يقول سلمان ؟ قالوا : نعم يا رسول الله . قال : ضربت ضربتي الأولى فبرق الذي رأيتم ، أضاءت لي منها قصور الحيرة ومدائن كسرى ، كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريل ، - عليه السلام - أن أمتي ظاهرة عليها . ثم ضربت ضربتي الثانية فبرق الذي رأيتم ، أضاءت لي منها القصور الحمر من أرض الروم ، كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريل - عليه السلام - أن أمتي ظاهرة عليها . ثم ضربت ضربتي الثالثة ، فبرق الذي رأيتم ، أضاءت لي منها قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب ، وأخبرني جبريل - عليه السلام - أن أمتي ظاهرة عليها ، فأبشروا فاستبشر المسلمون وقالوا : الحمد لله ، موعد صدق ، وعدنا النصر بعد الحفر . فقال المنافقون : ألا تعجبون يمنيكم ويعدكم الباطل ، ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى ، وأنها تفتح لكم ، وأنتم إنما تحفرون الخندق من الفرق ، ولا تستطيعون أن تبرزوا ! قال : فنزل القرآن : ( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ) . وأنزل الله تعالى في هذه القصة ، قوله : ( قل اللهم مالك الملك ) الآية
.