قوله تعالى :
خالدين فيها لا يبغون عنها حولا .
أي : خالدين في جنات الفردوس لا يبغون عنها حولا ، أي : تحولا إلى منزل آخر ; لأنها لا يوجد منزل أحسن منها يرغب في التحول إليه عنها ، بل هم خالدون فيها
[ ص: 355 ] دائما من غير تحول ولا انتقال ، وهذا المعنى المذكور هنا جاء موضحا في مواضع أخر ، كقوله :
الذي أحلنا دار المقامة [ 35 \ 35 ] ، أي : الإقامة أبدا ، وقولـه :
ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا ، [ 18 \ 2 - 3 ] ، وقولـه :
إن هذا لرزقنا ما له من نفاد [ 38 \ 54 ] ، وقولـه :
عطاء غير مجذوذ [ 11 \ 108 ] ، إلى غير ذلك من الآيات الدالة على دوامهم فيها ، ودوام نعيمها لهم ، والحول : اسم مصدر بمعنى التحول .