تنبيه
مثل بعض علماء البلاغة بهذه الآية لنوع من أنواع البدل ، وهو بدل الكل من البعض ، قالوا :
جنات عدن [ 19 \ 61 ] ، بدل من الجنة في قوله :
فأولئك يدخلون الجنة [ 19 \ 60 ] ، بدل كل من بعض .
قالوا : ومن أمثلة بدل الكل من البعض قوله :
رحم الله أعظما دفنوها بسجستان طلحة الطلحات
فـ " طلحة " بدل من قوله " أعظما " بدل كل من بعض ، وعليه
فأقسام البدل ستة : بدل الشيء من الشيء ، وبدل البعض من الكل ، وبدل الكل من البعض ، وبدل الاشتمال ، وبدل البداء ، وبدل الغلط .
قال مقيده عفا الله عنه : ولا يتعين عندي في الآية والبيت كون البدل بدل كل من بعض ، بل يجوز أن يكون بدل الشيء من الشيء ; لأن الألف واللام في قوله : فأولئك يدخلون الجنة للجنس ، وإذا كان للجنس جاز أن يراد بها جميع الجنات ، فيكون قوله :
جنات عدن ، بدلا من الجنة بدل الشيء من الشيء ; لأن المراد
[ ص: 466 ] بالأول الجمع كما تقدم كثير من أمثلة ذلك ، والأعظم في البيت كناية عن الشخص ، " فطلحة " بدل منه ، بدل الشيء من الشيء ، لأنهم لم يدفنوا الأعظم وحدها ، بل دفنوا الشخص المذكور جميعه ، أعظمه وغيرها من بدنه ، وعبر هو عنه بالأعظم .