قوله تعالى : تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا .
في قوله تنزيلا أوجه كثيرة من الإعراب ذكرها المفسرون . وأظهرها عندي أنه مفعول مطلق ، منصوب بنزل مضمرة دل عليها قوله :
ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى أي نزله الله
تنزيلا ممن خلق الأرض أي فليس بشعر ، ولا كهانة ، ولا سحر ، ولا أساطير الأولين ، كما دل لهذا المعنى قوله تعالى :
وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون تنزيل من رب العالمين [ 69 41 ] ، والآيات المصرحة بأن القرآن منزل من رب العالمين كثيرة جدا معروفة ،
[ ص: 6 ] كقوله
وإنه لتنزيل رب العالمين [ 26 192 ] ، وقوله :
تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم [ 39 1 ] وقوله :
تنزيل من الرحمن الرحيم [ 41 2 ] ، والآيات بمثل ذلك كثيرة جدا .