قوله تعالى : الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى .
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه المعبود وحده ، وأن له الأسماء الحسنى . وبين أنه المعبود وحده في آيات لا يمكن حصرها لكثرتها ، كقوله :
الله لا إله إلا هو الحي القيوم [ 2 255 ] ، وقوله :
فاعلم أنه لا إله إلا الله الآية [ 47 19 ] .
وبين في مواضع أخر أن له الأسماء الحسنى ، وزاد في بعض المواضع الأمر بدعائه بها ، كقوله تعالى :
ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها [ 7 180 ] ، وقوله :
قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى [ 17 110 ] وزاد في موضع آخر تهديد من ألحد في أسمائه . وهو قوله :
وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون [ 7 180 ] .
قال بعض العلماء : ومن إلحادهم في أسمائه أنهم اشتقوا العزى من اسم العزيز ، واللات من اسم الله وفي الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1008282إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا ، من أحصاها دخل الجنة " وقد دل بعض الأحاديث على أن
من أسمائه جل وعلا ما استأثر به ولم يعلمه خلقه ، كحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1008283أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحدا من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك " الحديث .
وقوله :
الحسنى تأنيث الأحسن ، وإنما وصف أسماءه جل وعلا بلفظ المؤنث المفرد ، لأن جمع التكسير مطلقا وجمع المؤنث السالم يجريان مجرى المؤنثة الواحدة
[ ص: 8 ] المجازية التأنيث ، كما أشار له في الخلاصة بقوله :
والتاء مع جمع سوى السالم من مذكر كالتاء من إحدى اللبن
ونظير قوله هنا
الأسماء الحسنى من وصف الجمع بلفظ المفرد المؤنث قوله :
من آياتنا الكبرى [ 20 23 ] ، وقوله :
مآرب أخرى [ 20 18 ] .