قوله تعالى : فلبثت سنين في أهل مدين ثم جئت على قدر . السنين التي لبثها في
مدين هي المذكورة في قوله تعالى :
قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك [ 28 27 ] وقد قدمنا في سورة " مريم " أنه أتم العشر ، وبينا دليل ذلك من السنة . وبه تعلم أن الأجل في قوله :
فلما قضى موسى الأجل [ 28 29 ] أنه عشر سنين لا ثمان . وقال بعض أهل العلم : لبث
موسى في
مدين ثماني وعشرين سنة ، عشر منها مهر ابنة صهره ، وثمان عشرة أقامها هو اختيارا ، والله تعالى أعلم .
وأظهر الأقوال في قوله تعالى :
ثم جئت على قدر ياموسى [ 20 40 ] أي جئت على القدر الذي قدرته وسبق في علمي أنك تجيء فيه فلم تتأخر عنه ولم تتقدم ، كما قال تعالى :
إنا كل شيء خلقناه بقدر [ 54 49 ] وقال :
وكل شيء عنده بمقدار [ 13 8 ] ،
[ ص: 14 ] وقال
وكان أمر الله قدرا مقدورا [ 33 38 ] . وقال
جرير يمدح
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز :
نال الخلافة أو كانت له قدرا كما أتى ربه موسى على قدر