قوله تعالى : وقد آتيناك من لدنا ذكرا .
أي : أعطيناك من عندنا ذكرا وهو هذا القرآن العظيم ، وقد دلت على ذلك آيات من كتاب الله . كقوله :
وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون [ 21 \ 50 ] ، وقوله تعالى :
ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم [ 3 \ 58 ] ، وقوله تعالى :
[ ص: 95 ] ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون [ 21 \ 2 ] ، وقوله :
وقالوا ياأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون [ 15 \ 6 ] ، وقوله تعالى :
ص والقرآن ذي الذكر [ 38 ] ، وقوله تعالى :
وإنه لذكر لك ولقومك الآية [ 43 \ 44 ] وقوله :
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [ 15 \ 9 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16785الفخر الرازي في تفسير هذه الآية الكريمة : ثم في تسمية القرآن بالذكر وجوه :
أحدها : أنه كتاب فيه ذكر ما يحتاج إليه الناس من أمر دينهم ودنياهم .
وثانيها : أنه يذكر أنواع آلاء الله ونعمائه تعالى . ففيه التذكير ، والمواعظ .
وثالثها : أنه فيه الذكر ، والشرف لك ولقومك على ما قال :
وإنه لذكر لك ولقومك [ 43 \ 44 ] ، .
واعلم أن الله تعالى سمى كل كتبه ذكرا فقال :
فاسألوا أهل الذكر [ 21 \ 7 ] ، ا ه المراد من كلام
الرازي .
ويدل للوجه الثاني في كلامه قوله تعالى :
كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب [ 38 \ 29 ] ، وقوله تعالى :
وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا . [ 20 \ 113 ] .