قوله تعالى : الأمر
وادع إلى ربك إنك لعلى هدى ، أمر الله - جل وعلا - نبيه - صلى الله عليه وسلم - في هذه الآية الكريمة : أن يدعو الناس إلى ربهم ، أي : إلى طاعته ، وأخبره فيها أنه على صراط مستقيم أي : طريق حق واضح لا اعوجاج فيه ، وهو دين الإسلام الذي أمره أن يدعو الناس إليه وما تضمنته هذه الآية الكريمة من الأمرين المذكورين ، جاء واضحا في مواضع أخر ; كقوله في الأول منهما :
ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين [ 28 \ 87 ] وقوله تعالى :
فلذلك فادع واستقم كما أمرت الآية [ 42 \ 15 ] وقوله تعالى :
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة [ 16 \ 125 ] وأخبر - جل وعلا - أنه امتثل الأمر بدعائهم إلى ربهم في قوله تعالى :
وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم [ 23 \ 73 ] وقوله :
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم [ 42 \ 52 ] وكقوله في الأخير :
فتوكل على الله إنك على الحق المبين [ 27 \ 79 ] وقوله :
ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها الآية [ 45 \ 18 ] وقوله تعالى :
ويهديك صراطا مستقيما [ 48 \ 2 ] .
والآيات بمثل هذا كثيرة .