قوله تعالى :
ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله .
الظاهر أن اللام في قوله : " ليجزيهم " متعلقة بقوله : " يسبح " ، أي : يسبحون له ، ويخافون يوما ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ، وقوله في هذه الآية الكريمة : ويزيدهم من فضله ، الظاهر أن هذه الزيادة من فضله تعالى ، هي
مضاعفة الحسنات ، كما دل عليه قوله تعالى :
من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها [ 6 \ 160 ] ، وقوله تعالى :
إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها [ 4 \ 40 ] ، وقوله تعالى :
والله يضاعف لمن يشاء [ 2 \ 261 ] .
وقال بعض أهل العلم : الزيادة هنا كالزيادة في قوله :
للذين أحسنوا الحسنى وزيادة [ 10 \ 26 ] والأصح : أن الحسنى الجنة ، والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم ، وذلك هو أحد القولين في قوله تعالى :
لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد [ 50 \ 35 ] .
وقد قدمنا قول بعض أهل العلم : أن قوله تعالى :
ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ونحوها من الآيات يدل على أن المباح حسن; لأن قوله : " أحسن ما عملوا " صيغة تفضيل ، وصيغة التفضيل المذكورة تدل على أن من أعمالهم حسنا لم يجزوه وهو المباح ، قال في مراقي السعود :
ما ربنا لم ينه عنه حسن
وغيره القبيح والمستهجن