قوله تعالى عن نبيه
موسى :
ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون ( 14 ) . لم يبين هنا هذا الذنب الذي لهم عليه الذي يخاف منهم أن يقتلوه بسببه ، وقد بين في غير هذا الموضع أن الذنب المذكور هو قتله لصاحبهم الغبطي ، فقد صرح تعالى بالقتل المذكور في قوله تعالى :
قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون [ 28 \ 33 ] فقوله :
قتلت منهم نفسا مفسر لقوله :
ولهم علي ذنب [ 26 \ 14 ] ولذا رتب بالفاء على كل واحد منهما . قوله :
فأخاف أن يقتلون ، وقد أوضح تعالى قصة قتل
موسى له بقوله في " القصص " :
ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه [ 28 \ 15 ] وقوله : فقضى عليه ، أي : قتله ، وذلك هو الذنب المذكور في آية " الشعراء " هذه .
وقد بين تعالى أنه غفر لنبيه
موسى ذلك الذنب المذكور ، وذلك في قوله تعالى :
قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له الآية [ 28 \ 16 ] .