قوله تعالى :
والشعراء يتبعهم الغاوون . الشعراء : جمع شاعر ، كجاهل وجهلاء ، وعالم وعلماء . و
يتبعهم الغاوون : جمع غاو وهو الضال ، وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة :
يتبعهم الغاوون يدل على أن اتباع الشعراء من اتباع الشيطان ، بدليل قوله تعالى :
إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين [ 15 \ 42 ] وقرأ هذا الحرف
نافع وحده : يتبعهم بسكون التاء المثناة ، وفتح الباء الموحدة ، وقرأه الباقون يتبعهم بتشديد المثناة ، وكسر الموحدة ، ومعناهما واحد .
وما ذكره تعالى في هذه الآية الكريمة ، في قوله :
والشعراء يتبعهم الغاوون ، يدل على تكذيب الكفار في دعواهم ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - شاعر ; لأن الذين يتبعهم الغاوون ، لا يمكن أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم .
ويوضح هذا المعنى ما جاء من الآيات ، مبينا أنهم ادعوا عليه - صلى الله عليه وسلم - أنه شاعر وتكذيب الله لهم في ذلك ، أما دعواهم أنه - صلى الله عليه وسلم - شاعر ، فقد ذكره تعالى في قوله عنهم :
بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر الآية [ 21 \ 5 ] وقوله تعالى :
ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون [ 37 \ 36 ] وقوله تعالى :
أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون [ 52 \ 30 ] . وأما تكذيب الله لهم في ذلك ، فقد ذكره في قوله تعالى :
وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون الآية [ 69 \ 41 ] وقوله تعالى :
وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين [ 36 \ 96 ] وقوله تعالى :
ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون بل جاء بالحق وصدق المرسلين [ 37 \ 36 - 37 ] ; لأن
[ ص: 105 ] قوله تعالى :
بل جاء بالحق الآية ، تكذيب لهم في قولهم إنه شاعر مجنون .