قوله تعالى : يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون . نادى الله جل وعلا عباده المؤمنين ، وأكد لهم أن أرضه واسعة ، وأمرهم أن يعبدوه وحده دون غيره ، كما دل عليه تقديم المعمول الذي هو إياي ; كما بيناه في الكلام على قوله تعالى :
إياك نعبد وإياك نستعين [ 1 \ 5 ] .
والمعنى : أنهم إن كانوا في أرض لا يقدرون فيها على إقامة دينهم ، أو يصيبهم فيها أذى الكفار ، فإن أرض ربهم واسعة فليهاجروا إلى موضع منها يقدرون فيه على إقامة دينهم ، ويسلمون فيه من أذى الكفار ، كما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون .
[ ص: 162 ] وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة جاء في آيات أخر ; كقوله تعالى :
إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها [ 4 \ 97 ] ، وقوله تعالى :
وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب [ 39 \ 10 ] .
قوله تعالى :
كل نفس ذائقة الموت [ 29 \ 57 ] . جاء معناه موضحا في آيات أخر ; كقوله تعالى في سورة " آل عمران " :
كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة [ 3 \ 185 ] ، وقوله :
كل من عليها فان [ 55 \ 26 ] ، وقوله تعالى :
كل شيء هالك إلا وجهه [ 28 \ 88 ] .