قوله تعالى :
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا .
قد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك أن من أنواع البيان التي تضمنها أن يقول بعض العلماء في الآية قولا ، ويكون في نفس الآية قرينة تدل على عدم صحة ذلك القول ، وذكرنا لذلك أمثلة متعددة في الترجمة ، وفي مواضع كثيرة من هذا الكتاب المبارك .
ومما ذكرنا من أمثلة ذلك في الترجمة قولنا فيها : ومن أمثلته قول بعض أهل العلم :
[ ص: 237 ] إن أزواجه - صلى الله عليه وسلم - لا يدخلن في أهل بيته في قوله تعالى :
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ، فإن قرينة السياق صريحة في دخولهن ; لأن الله تعالى قال :
قل لأزواجك إن كنتن تردن [ 33 \ 28 ] ، ثم قال في نفس خطابه لهن :
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ، ثم قال بعده :
واذكرن ما يتلى في بيوتكن الآية [ 33 \ 34 ] .
وقد أجمع جمهور علماء الأصول على أن صورة سبب النزول قطعية الدخول ، فلا يصح إخراجها بمخصص ، وروي عن
مالك أنها ظنية الدخول ، وإليه أشار في " مراقي السعود " بقوله :
واجزم بإدخال ذوات السبب وارو عن الإمام ظنا تصب
فالحق أنهن داخلات في الآية ، اهـ . من ترجمة هذا الكتاب المبارك .
والتحقيق إن شاء الله : أنهن داخلات في الآية ، وإن كانت الآية تتناول غيرهن من أهل البيت .
أما الدليل على دخولهن في الآية ، فهو ما ذكرناه آنفا من أن سياق الآية صريح في أنها نازلة فيهن .
والتحقيق : أن صورة سبب النزول قطعية الدخول ; كما هو مقرر في الأصول .
ونظير ذلك من دخول الزوجات في اسم أهل البيت ، قوله تعالى في زوجة
إبراهيم :
قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت [ 1 \ 73 ] .
وأما الدليل على دخول غيرهن في الآية ، فهو أحاديث جاءت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في
علي وفاطمة والحسن والحسين - رضي الله عنهم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009363إنهم أهل البيت " ، ودعا لهم الله أن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيرا . وقد روى ذلك جماعة من الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم أم
nindex.php?page=showalam&ids=54المؤمنين أم سلمة - رضي الله عنها -
وأبو سعيد ،
وأنس ،
nindex.php?page=showalam&ids=12190وواثلة بن الأسقع ،
nindex.php?page=showalam&ids=25وأم المؤمنين عائشة ، وغيرهم رضي الله عنهم .
وبما ذكرنا من دلالة القرآن والسنة تعلم أن الصواب شمول الآية الكريمة لأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ،
ولعلي وفاطمة والحسن والحسين ، رضي الله عنهم كلهم .