قوله تعالى :
يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله . أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة أن يقول للناس الذين يسألونه عن الساعة :
إنما علمها عند الله ، ومعلوم أن إنما صيغة حصر .
فمعنى الآية : أن
الساعة لا يعلمها إلا الله وحده .
وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية الكريمة ، جاء واضحا في آيات أخر من كتاب الله ; كقوله تعالى :
إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث الآية [ 31 \ 34 ] .
وقد بين صلى الله عليه وسلم أن الخمس المذكورة في قوله :
إن الله عنده علم الساعة الآية ، هي المراد بقوله تعالى :
وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو [ 6 \ 59 ] ، وكقوله تعالى :
يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ 7 \ 187 ] ، وقوله تعالى :
يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها [ 79 \ 42 - 44 ] ، وقوله تعالى :
[ ص: 258 ] إليه يرد علم الساعة الآية [ 41 \ 47 ] ، وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009375 " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " . قوله تعالى
وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن الساعة التي هي القيامة لعلها تكون قريبا ، وذكر نحوه في قوله في " الشورى " :
وما يدريك لعل الساعة قريب [ 42 \ 17 ] ، وقد أوضح جل وعلا اقترابها في آيات أخر ; كقوله :
اقتربت الساعة الآية [ 54 \ 1 ] ، وقوله :
اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون [ 21 \ 1 ] ، وقوله تعالى :
أتى أمر الله فلا تستعجلوه الآية [ 16 \ 1 ] .