قوله تعالى :
هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء . الاستفهام في قوله :
هل من خالق غير الله ، إنكاري فهو مضمن معنى النفي .
والمعنى :
لا خالق إلا الله وحده ، والخالق هو المستحق للعبادة وحده .
وقد قدمنا الآيات الموضحة لهذا في سورة " الرعد " ، في الكلام على قوله تعالى :
أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه [ 13 \ 16 ] . وفي سورة " الفرقان " ، في الكلام على قوله تعالى :
واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون [ 25 \ 3 ] ، وفي غير ذلك من المواضع .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة :
يرزقكم من السماء والأرض ، يدل على أنه تعالى هو الرازق وحده ، وأن الخلق في غاية الاضطرار إليه تعالى .
والآيات الدالة على ذلك كثيرة ; كقوله تعالى :
أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه [ 67 \ 21 ] ،
[ ص: 279 ] وقوله :
فابتغوا عند الله الرزق [ 29 \ 17 ] .
وقد قدمنا كثيرا من الآيات الدالة على ذلك في سورة " بني إسرائيل " ، في الكلام على قوله تعالى :
إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم [ 17 \ 9 ] .