قوله تعالى :
أؤنزل عليه الذكر من بيننا . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن كفار
مكة ، أنكروا أن الله خص نبيه
محمدا صلى الله عليه وسلم بإنزال القرآن عليه وحده ، ولم ينزله على أحد آخر منهم ، وما دلت عليه هذه الآية الكريمة ، جاء في آيات أخر ، مع الرد على الكفار في إنكارهم خصوصه صلى الله عليه وسلم بالوحي ، كقوله تعالى عنهم :
وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم [ 43 \ 31 ] يعنون بالقريتين
مكة والطائف ، وبالرجلين من القريتين
الوليد بن المغيرة في
مكة ،
وعروة بن مسعود في
الطائف زاعمين أنهما أحق بالنبوة منه .
وقد رد جل وعلا ذلك عليهم في قوله تعالى :
أهم يقسمون رحمة ربك [ 43 \ 32 ] لأن الهمزة في قوله : أهم يقسمون ، للإنكار المشتمل على معنى النفي ، وكقوله تعالى :
قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله [ 6 \ 124 ] .
وقد رد الله تعالى ذلك عليهم في قوله
الله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون [ 6 \ 124 ] وأشار إلى رد ذلك عليهم في آية ص هذه في قوله :
بل هم في شك من ذكري بل لما يذوقوا عذاب أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما الآية [ 38 \ 8 - 10 ] .
[ ص: 338 ] لأنه لا يجعل الرسالة حيث يشاء ، ويخص بها من يشاء ، إلا من عنده خزائن الرحمة . وله ملك السماوات والأرض .
وقوله تعالى :
أؤنزل عليه الذكر من بيننا قد بين في موضع آخر أن
ثمود قالوا مثله لنبي الله
صالح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، وذلك في قوله تعالى عنهم :
أؤلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر [ 54 \ 25 ] وقد رد الله تعالى عليهم ذلك في قوله :
سيعلمون غدا من الكذاب الأشر [ 54 \ 26 ] .