قوله تعالى :
وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن نبيه
موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، عاذ بربه ، أي : اعتصم به ، وتمنع من كل متكبر ، أي : متصف بالكبر ، لا يؤمن بيوم الحساب ، أي لا يصدق بالبعث والجزاء .
وسبب عياذ موسى بربه المذكور ، أن
فرعون قال لقومه :
ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد [ 40 \ 26 ] .
فعياذ
موسى المذكور بالله إنما هو في الحقيقة من
فرعون ، وإن كانت العبارة أعم من خصوص
فرعون ، لأن
فرعون لا شك أنه متكبر ، لا يؤمن بيوم الحساب فهو داخل في الكلام دخولا أوليا ، وهو المقصود بالكلام .
وما ذكره جل وعلا في آية المؤمن هذه ، من عياذ
موسى بالله من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب
كفرعون وعتاة قومه ، ذكر نحوه في سورة الدخان في قوله تعالى عن
موسى مخاطبا
فرعون وقومه :
وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون الآية [ 44 \ 20 ] .