قوله - تعالى - :
الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب .
الاجتباء في اللغة العربية معناه الاختيار والاصطفاء .
وقد دلت هذه الآية الكريمة على أنه - تعالى - يجتبي من خلقه من يشاء اجتباءه .
وقد بين في مواضع أخر بعض من شاء اجتباءه من خلقه ، فبين أن منهم المؤمنين من هذه الأمة في قوله - تعالى - :
ياأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير إلى قوله :
هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج [ 22 \ 77 - 78 ] .
[ ص: 64 ] وقوله - تعالى - :
ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا الآية [ 35 \ 32 ] .
وبين في موضع آخر أن منهم
آدم ، وهو قوله - تعالى - :
ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى [ 20 \ 122 ] . وذكر أن منهم
إبراهيم في قوله :
إن إبراهيم كان أمة إلى قوله
شاكرا لأنعمه اجتباه الآية [ 16 \ 120 - 121 ] . إلى غير ذلك من الآيات الدالة على اجتباء بعض الخلق بالتعيين .
وقوله - تعالى - :
ويهدي إليه من ينيب أي من سبق في علمه أنه ينيب إلى الله ، أي يرجع إلى ما يرضيه من الإيمان والطاعة ، ونظير هذه الآية قوله - تعالى - في سورة " الرعد " :
قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب [ 13 \ 27 ] .