قوله - تعالى - : والله ولي المتقين .
ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة أنه ولي المتقين ، وهم الذين يمتثلون أمره ويجتنبون نهيه .
وذكر في موضع آخر أن المتقين أولياؤه ، فهو وليهم وهم أولياؤه ; لأنهم يوالونه بالطاعة والإيمان ، وهو يواليهم بالرحمة والجزاء ، وذلك في قوله - تعالى - :
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
ثم بين المراد بأوليائه في قوله :
الذين آمنوا وكانوا يتقون [ 10 \ 63 ] . فقوله - تعالى - :
وكانوا يتقون كقوله في آية " الجاثية " هذه :
والله ولي المتقين .
وقد بين - تعالى - في آيات من كتابه أنه ولي المؤمنين ، وأنهم أولياؤه ، كقوله - تعالى - :
إنما وليكم الله ورسوله الآية [ 5 \ 55 ] . وقوله - تعالى - :
الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور [ 2 \ 257 ] . وقوله - تعالى - :
ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا الآية [ 47 \ 11 ] . وقوله - تعالى - :
إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين [ 7 \ 196 ] . وقوله - تعالى - في الملائكة :
قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم الآية [ 34 \ 41 ] . إلى غير ذلك من الآيات كما تقدم إيضاحه بأبسط من هذا .