قوله - تعالى - : والذين كفروا عما أنذروا معرضون .
ما ذكره - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة من أن
الكفار معرضون عما أنذرتهم به الرسل - جاء موضحا في آيات كثيرة ، كقوله - تعالى - في " البقرة " :
إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون [ 2 \ 6 ] . وقوله في " يس " :
وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون [ 36 \ 10 ] . وقوله - تعالى - :
وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين [ 6 \ 4 ] . والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة .
والإعراض عن الشيء : الصدود عنه ، وعدم الإقبال إليه .
قال بعض العلماء : وأصله من العرض - بالضم - وهو الجانب; لأن المعرض عن الشي يوليه بجانب عنقه صادا عنه .
والإنذار : الإعلام المقترن بتهديد ، فكل إنذار إعلام ، وليس كل إعلام إنذارا .
وقد أوضحنا معاني الإنذار في أول سورة " الأعراف " .
وما في قوله :
عما أنذروا قال بعض العلماء : هي موصولة ، والعائد محذوف ، أي الذين كفروا معرضون عن الذي أنذروه ، أي خوفوه من عذاب يوم
[ ص: 213 ] القيامة . وحذف العائد المنصوب بفعل أو وصف مضطرد كما هو معلوم .
وقال بعض العلماء : هي مصدرية ، أي والذين كفروا معرضون عن الإنذار ، ولكليهما وجه .