قوله - تعالى - : قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به .
جواب الشرط في هذه الآية محذوف .
وأظهر الأقوال في تقديره : إن كان هذا القرآن من عند الله وكفرتم به ، وجحدتموه - فأنتم ضلال ظالمون . وكون جزاء الشرط في هذه الآية كونهم ضالين ظالمين - بينه قوله - تعالى - في آخر " فصلت " :
قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به من أضل ممن هو في شقاق بعيد [ 41 \ 52 ] . وقوله في آية " الأحقاف " هذه :
فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين .
وقال
أبو حيان في البحر : مفعولا أرأيتم محذوفان ; لدلالة المعنى عليهما .
والتقدير : أرأيتم حالكم ، إن كان كذا ، ألستم ظالمين .
فالأول : حالكم ، والثاني : ألستم ظالمين ، وجواب الشرط محذوف ، أي فقد ظلمتم .
ولذلك جاء فعل الشرط ماضيا .
[ ص: 219 ] وبعض العلماء يقول : إن أرأيتم بمعنى أخبروني . والعلم عند الله - تعالى - .