قوله تعالى :
أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج .
الهمزة في قوله : أفلم تتعلق بمحذوف ، والفاء عاطفة عليه ، كما قدمنا مرارا أنه أظهر الوجهين ، وأنه أشار إليه في الخلاصة بقوله :
[ ص: 423 ] وحذف متبوع بدا هنا استبح والتقدير : أأعرضوا عن آيات الله فلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج . أي ليس فيها من شقوق ولا تصدع ولا تفطر ، وما تضمنته هذه الآية الكريمة من
تعظيم شأن كيفية بنائه تعالى للسماء وتزيينه لها وكونها لا تصدع ولا شقوق فيها جاء كله موضحا في آيات أخر كقوله - جل وعلا - في بنائه للسماء :
أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها رفع سمكها فسواها [ 79 \ 27 - 28 ] ، وقوله تعالى :
والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون [ 51 \ 47 ] ، وقوله تعالى :
وبنينا فوقكم سبعا شدادا [ 78 \ 12 ] ، وقوله تعالى :
الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت [ 67 \ 3 ] ، وقوله تعالى :
ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين [ 23 \ 17 ] ، وقوله تعالى في أول الرعد :
الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش [ 13 \ 2 ] ، وقوله تعالى في لقمان :
خلق السماوات بغير عمد ترونها الآية [ 31 \ 10 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
وكقوله تعالى في تزيينه للسماء
ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين [ 67 \ 5 ] ، وقوله تعالى :
وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا الآية [ 41 \ 12 ] ، وقوله تعالى :
إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب [ 37 \ 6 ] ، وقوله تعالى :
ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين [ 15 \ 6 ] ، وكقوله تعالى في حفظه للسماء من أن يكون فيها فروج أي شقوق :
فارجع البصر هل ترى من فطور [ 67 \ 3 ] ، والفطور والفروج بمعنى واحد ، وهو الشقوق والصدوع . وقوله تعالى :
وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون [ 21 \ 32 ] .
أما إذا كان يوم القيامة فإن السماء تتشقق وتتفطر ، وتكون فيها الفروج كما قال تعالى :
ويوم تشقق السماء بالغمام [ 25 \ 25 ] ، وقال تعالى :
فإذا انشقت السماء فكانت وردة [ 55 \ 37 ] ، وقال تعالى :
فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء الآية [ 69 \ 16 ] ، وقال تعالى :
إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت [ 84 \ 1 - 2 ] ، وقال تعالى :
إذا السماء انفطرت [ 82 \ 1 ] ، وقال تعالى :
يوما يجعل الولدان شيبا السماء منفطر به [ 73 \ 17 - 18 ] ، وقال تعالى :
فإذا النجوم طمست وإذا السماء فرجت [ 77 \ 8 - 9 ] .